الرئيسية » مقالات » مقالاتي |
ماذا يريد الامريكان من الاخوان؟
ماذا يريد الامريكان من الاخوان؟ يقلم صابر حسنين علام 18th April الاجتماع الذي تم بين الدكتور سعد الكتاتني النائب الاخواني فى مجلس الشعب وزعيم الاغلبية الديمقراطية بالكونجرس ستيني هوير بترتيب من السفير الامريكي فرانسيس ريتشاردوني والذي قيل بعده انه تم توجيه دعوة لوفد من الجماعة لزيارة الكونجرس ... مما دعا الدكتور / محمد حبيب نائب المرشد العام لنفي الخبر جملة وتفصيلا . الا ان الاجتماع في حد ذاته يجعل المرء ليتسائل ماهى حدود العلاقة بين الاخوان والامريكان أو بصورة أدق ماذا يريد الامريكان من الاخوان... أوماذا يريد الاخوان من الامريكان ... ومن يوظف من ؟ الاخوان يدركون بالطبع أن الولايات المتحدة ذرائعية في سياستها بأن تجعل الفائدة العملية المبتغاة نصب عينيها بغض النظر عن الفكر والاخلاق والعقائد... ولنا عبرة .. في التراخي الملحوظة في المطالب الامريكية للنظام المصري فى قضية الاصلاح الداخلي مقابل دخول مصر في تجمع يسمى (دول الاعتدال) ضد ايران .. كما يدركون بأن الاقتراب من الامريكان لن يكون بلا ثمن.. فلا عشاء مجاني .. اقتراب الأمريكان من الأخوان له تفسيرات عديدة ... الجانب الأمريكي يبحث عن مدخل صحيح لعقول وقلوب المصريين... والنظام الحاكم أصبح غير مقبول على كل المستويات الشعبية والعربية والإسلامية (محلي وإقليمي وعالمي) وأي مساندة له من الولايات المتحدة تُحسب وتسيء إليها فالسجل الأسود للولايات المتحدة فى دعم الحكومات الدكتاتورية – ماركوس الفلبين – شاه إيران – بينوشيه شيلى ، يشي بدولة لاتعرف غير مصالحها ضاربة بمصالح الشعوب والاخلاق والمبادئ عرض الحائط... مما جعلهم ( أى الامريكان) يخسرون احترام معظم شعوب الأرض وباتوا يسألوا أنفسهم لماذا يكرهوننا ؟ ... مما حدي بهم للبحث عن دماء جديدة تقلل من القبح الأمريكي الزائد... بدلا من الوجوه المملة التي احترفت النفاق صبح مساء ، والجماعة اثبت الاقتراع أن لها قاعدة عريضة من المؤيدين ، وقيام السفير الأمريكي بممارسة دور لتخليص اعضاء الجماعة المعتقلين من السجون مثلا ... هذا العمل سوف يكون له ابعد الاثر سواء داخل الجماعة أو في عموم الشعب المصري ، وهو عمل لو تم لهو اجدي وانفع ألف مرة من كل محاولات تلميع وتحسين صورة الولايات المتحدة ... أو على الاقل يجعل لامريكا بعض الحسنات بعدما تزايدت السيئات فى العراق وافغنستان وفلسطين. هناك تفسير آخر مفاده أن الأمريكان يستخدمون الأخوان لتخويف النظام بأن لديهم بديل جاهز وله قطاع عريض من الجماهير المؤيدة ومقبول أكثر من غيره ويستطيعون دعمه للخلاص من النظام ... بمعنى أفعل كذا وكذا ... وإلا .. الأخوان .... تماما مثل إيران وحزب الله ولبنان.... وذلك علي الرغم من أن الأمريكان يعرفون جيدا أن جماعة الأخوان لها توجه لا يقترن حتماً بالانسجام مع ما تريده الولايات المتحدة... الأمريكان مثلا يريدون علاقات طبيعية وتطبيع حقيقي مع إسرائيل ... سوف يكون من العبث طرح مثل هذه الموضوعات علي جماعة توصف بأنها أصولية. نأتي إلي التفسير الثالث ... وقبل الاستطراد في هذا التفسير أود الأعراب عن أن هذا التفسير يأتي في سياق تقليب الرأي علي كل جوانبه وفحص الأمر من كل الزوايا .. حتى لا يؤخذ الأمر على أنني أهاجم جماعة الأخوان ... ولكن برغم ذلك لا نستطيع إغفال أشارات وعلامات هنا وهناك ... قد تكون صدفة ولكن الأمر يستوجب الإشارة إليها . تفسير ثالث ... مفاده أن الأمريكان علي علم بكل ما يجري في مصر .. ويغضوا البصر عما يحدث بقصد أن تصل الأمور إلي الدرجة التي لا تجد جماعة الأخوان غير الأمريكان لنجدتهم من توحش النظام .. ويؤيد هذا التصور مبادلات لا تخطئها العين .. يتولي السفير الأمريكي ملف المعتقلين من الجماعة في مقابل (في خبر بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 16/4/2007م مفاده أن هناك أزمة بين الأخوان ومنظمة حماس بسبب تصريحات عضو مكتب الإرشاد عبد المنعم أبو الفتوح التي أعلن فيها أن الجماعة تؤيد تأسيس دولة علمانية ثنائية القومية في فلسطين).. بمعني أن تمرير أفكار مثل تلك لن تتم الا من خلال حزب له حضور في الشارع ويتمتع بقبول معقول لدي الرأي العام المصري والعربي .... ومن أحسن من الأخوان لهذه المهمة ... لاحظ أن اجتماع النائب الاخواني سعد الكتاتني وزعيم الأغلبية الديمقراطية بالكونجرس ستيني هوير جاء قبل سفر الرئيس مبارك الى الولايات المتحدة. عموما كل هذه التفسيرات وأن تناقض بعضها مع الآخر الا أنها كلها تجعل الولايات المتحدة حريصة على تواجد الاخوان على الساحة بأستمرار ولكنه تواجد وفق الاجندة الامريكية لا هو الكاسح ولا الخافت ... كما يستطيع الاعلام الامريكى الجبار لعب دور في ذلك ... هناك نظام في مصر مطيع ويلبي .. ولكنه فى حاجة دائما الي من يلجمه من وقت لآخر حتى بدون سبب .. للتنبيه باستمرار بأن هناك كارت رادع ... وأتصور أنه من الآن فصاعدا سوف نري من حين لآخر تدخل أمريكي لمساندة الأخوان أذا دعت الحاجة لذلك ... ليس حبا في الأخوان .. ولكن لضبط الأمور مع النظام الحاكم من وجهة النظر الأمريكية بطبيعة الحال. وعلى الجانب الآخر .. اقصد جماعة الأخوان ... الجماعة كانت ومازالت تنظر إلي نفسها على اعتبار أنها جاءت بناء على إرادة سيادية للشعب المصري وأن لها قاعدة شعبية تغنيها عن طلب الشرعية من النظام .. لكن الغريب أنها تتوجس خيفة (وأحيانا تبدو وكأنها تترفع) من تهمة الاتصال بالأمريكان .. وسواء كان توجس أو ترفع فهو مبالغ فيه وأحيانا يبدو غير مقبول هل يفعل الأقباط مثل ذلك عند اتصالاتهم بالأمريكان... الولايات المتحدة لما لها من قوي صلبة وناعمة ونفوذ لا حدود له في شتي بقاع الارض ولها مصالح متشعبة ومعقدة فى كل اركان المعمورة ترعاها بما يناسب مكانتها واصبحت كل القوى تسعى لخطب ودها أن لم يكن للأستفادة منها فعلى الاقل لتجنب شرورها .... وهي كثيرة ... وكل من يعمل في الشأن العام لابد أن يأخذ في حسبانه هذه القوة المتوثبة باستمرار لحماية مصالحها وأن تستر ذلك في شكل عولمة أو حماية أقليات ... وبرغم تظاهر جماعة الأخوان بأنها تعف عن التورط ضمن خريطة المصالح الأمريكية الا أن الاهتمام الأمريكي يلقي بلا شك درجة من الرضي حتى وأن لم يعلن عن ذلك ... الاهتمام الأمريكي يستبطن رسالة إلي النظام حتى لا يذهب بعيدا في غيه ... بالنسبة للنظام الحاكم ... بلا شك النظام يعرف تماما أن هذه الجماعة جاءت بأجندة عليها بند واحد وهو ... الحكم ... وهي جماعة جادة فعلا للوصول لهذه الغاية .. وأصبح ذلك هاجس كامن لدي النظام باستمرار .... ومع الصعود المتزايد للاخوان .. تغير ما هو كامن إلي وشيك ... وبعد التقارب بين الاخوان والامريكان تغير بسرعة ما هو وشيك الى واقع فعلي . وبالرغم من قيام النظام الحاكم بعدة خطوات (التعديلات الدستورية ) لاحتواء المشاركة السياسية للجماعة وتحجيمها وتقليصها الى اقصي درجة أن لم يكن منعها تماما .. يتجلي ذلك فى عبارة – منع قيام حزب سياسي تكون مرجعيته دينية – ثم اقصاء القضاة عن عملية الاقتراع حتي يسهل التحكم والسيطرة بالعملية الانتخابية تماما... الا أن ذلك فيما يبدو سوف يأتي بأوخم العواقب على النظام سواء داخليا أو خارجيا .. خارجيا لم يعد لدي النظام أي كروت يلعب بها .. حتى القول بأن هناك تنازلات لم يعد قول قابل للصرف فليس لدي النظام ما يتنازل عنه ... فهو كما رأينا في القمة ... محروق عربيا ولم يعد احد يعيره أي اهتمام مما يدعوا أصحاب المصالح للبحث عن البديل ... وداخليا .. حكاية تطبيق القانون الذى سوف ستولدة المادة 179 ... أدعو الله لحماية مصر من تطبيق هذا القانون المزعوم وما يمكن أن ينتج عن ذلك.. ندعو الله لسلامة مصر وشعبها .. وبالله التوفيق . صابر حسنين علام المصدر: http://انقاذ مصر | |
مشاهده: 339
| علامات: |
مجموع التعليقات: 0 | |
طريقة الدخول
فئة القسم
مقالاتي [21] |
تصويتنا
أصدقاء الموقع
إحصائية
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0